كلمة عمان

طاقات جديدة من أجل عمان

20 أغسطس 2017
20 أغسطس 2017

إذا كان الشباب يمثلون قوة الحاضر وأمل المستقبل، بحكم قدراتهم وطموحاتهم وطبيعة المرحلة العمرية، وبحكم ما يعلقه الوطن عليهم من آمال أيضا، فإن استقبال جامعة السلطان قابوس أمس لطلاب الدفعة الثانية والثلاثين من الطلاب الجدد للعام الأكاديمي 2017 /‏‏ 2018 يشكل علامة فارقة في حياة أبنائنا وبناتنا، ليس فقط لأنه يعد إيذانا بالدخول والانتقال الى المرحلة الجامعية، وهي مرحلة تكوين وإنضاج تتجاوز الدراسة الأكاديمية، الى صقل وتنمية الشخصية الواعية والمتكاملة لأبنائنا وبناتنا، ولكن أيضا لأنه يشكل بداية انطلاق علمي وعملي للطلاب، وبما يعدهم ليكونوا طاقة جديدة مضافة الى طاقات وقدرات المجتمع في مختلف المجالات.

ومع التأكيد على أن الدفعة الثانية والثلاثين من طلاب جامعة السلطان قابوس، والتي يصل عدد طلابها إلى 3000 طالب وطالبة، بالإضافة إلى 300 طالب وطالبة في مرحلة الدراسات العليا، يمثلون أكثر من 29 ألفا و800 طالب وطالبة تتوفر لهم مقاعد للدراسة الجامعية في العام الأكاديمي 2017 /‏‏ 2018 في مختلف مؤسسات التعليم الجامعي في السلطنة وخارجها من خلال «مركز القبول الموحد»، فان جامعة السلطان قابوس، كعادتها، تحرص على الترحيب بالطلاب الجدد، وعلى تهيئة مختلف السبل اللازمة لاندماجهم بشكل سلس في عجلة التعليم الجامعي، الذي يختلف تماما عن مرحلة التعليم العام التي انتهوا للتو منها، مع توفير كل ما يمكن توفيره لهم وبما يشجعهم على توجيه كل طاقاتهم للاستفادة من دراساتهم والتفوق فيها، وهو ما ظهر بوضوح امس، وبما يطمئن أبناءنا وبناتنا، واسرهم على سير حياتهم الجامعية على النحو المخطط له، وبما يجعلهم في المستقبل طاقة إيجابية مضافة تعزز جهود التنمية الوطنية في مختلف المجالات.

وبالتوازي مع الطاقات البشرية المؤهلة لشبابنا، يأتـي مشروع «ظفار لطاقة الرياح» ليشكل بدوره مشروعا على جانب كبير من الأهمية، على صعيد دخول السلطنة في مجال إنتاج الطاقة المتجددة بقدرات كبيرة، وبتقنيات متطورة، تجعل منها طاقة مضافة للتنمية والاقتصاد العماني. فمشروع «ظفار لطاقة الرياح» الذي تم إسناده إلى «شركة كهرباء المناطق الريفية» لا تقتصر أهميته على حجم إنتاجه من الكهرباء، والذي يصل إلى 50 ميجا واط (160 جيجا واط /‏‏ ساعة سنويا) وهو ما يوفر طاقة كهربائية تكفي 16 ألف منزل، ولكن أهمية المشروع تتمثل أيضا في أنه يعزز توجه السلطنة للسير على طريق استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة، وهو ما دعا إليه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في إطار العمل من أجل الحد من الاعتماد على الطاقة الأحفورية، ومن المعروف أن هناك مشروعا لتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية في ولاية المزيونة بمحافظة ظفار يعمل منذ عام 2015. ونظرا لطبيعة المناخ المشمس للسلطنة، فإن استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في مجال إنتاج الكهرباء من شأنه أن يضيف طاقة جديدة ونظيفة تحتاجها السلطنة في انطلاقها نحو مستقبل أفضل بقيادة جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه.